خلاف سببه ذكر اسم الزوجة في بطاقة الدعوة

قصة:

لما أراد توجيه الدعوة للاحتفال بكتابة العقد عرض عليها نموذجآ لبطاقة الدعوة قبل طباعتها, فاستنكرت عدم ذكر اسمها فيه.
- لماذا لم تكتب اسمي؟
- هكذا جرت العادة.
- وما لنا نحن وللعادات السيئة.
- أتعتبرين التحفظ على اسم الزوجة وعدم ذكره للناس عادة سيئة.
- نعم.
- لماذا؟
- لأنه ليس من الشرع في شي.بل هو يخالفه.
- كيف؟
- الشرع يعتبر إشهار العقد شرطآ أساسيآ لصحته.
- الآتكفي دعوة كل هؤلاء الناس لإشهار العقد؟
- لا.
- لماذا؟
- لأن هؤلاء الناس سيعلمون أنك تزوجت من كريمة أبي , من إحدى كريماته, فأي البنات هي ؟هذا مالم يعرفوه.
- لكن كاتب العقد والشهود سيعرفون .وكذلك الأقارب,
- ولماذا يعرف هؤلاء مالايعرف غيرهم؟
- لأن معرفة هؤلاء ضروريه وبدونها لايصح العقد.
- ومعرفة الاخرين ضروريه,والإشهار بمعناه الواسع يقتضيها,
- ولكن الناس لم يتعودوا على ذلك ,وسيأكلوننا بألسنتهم.
-
إذا كنا دعاة حق فعلينا أن نغير عادات الناس. أن نؤثر بهم,وهذا لايكون
بمسايرتنا لهم,والسكوت على أخطائهم ,أما قولك بأنهم سيأكلوننا بألسنتهم
فهذا هو المطلوب,
- لماذا؟
- لأنهم لو لم يفعلوا.لما شعر أحد بالتغير الذي نريد, ولما حققنا الهدف الذي نسعى إليه .
- دائمآ تغلبينني.
- أنا لاأغلبك, فأنت أذكى مني وأعلم,ولكنها الإجابية تدحر السلبية والانفتاح الذي ربيت عليه يتغلب على الإنعزالية التي ربيت عليها.
- سامحك الله إذ تتهميني بالإنعزالية.وكل الذين يعرفونني يحسدونني على كوني أكثرهم إنتشارآ وصلة بالناس على اختلاف مذاهبهم وأرئهم.
- وهل جاءت دعوة الاسلام للرجال فقط. وهي غير معنية بالنساء؟
- أبدآ. هي للناس كافه رجال ونساء.
- بل قل نساء ورجال.
- وما الفرق؟
- الم تلاحظ أني قدمت النساء؟
- لا حظت لكن لماذا؟
- لأن أول من أمن بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة وهي من النساء.
- كم أنت دقيقة فيما يخص النساء.
- وفيما يخص الرجال آيضآ.فالدقه لاتتجزأ إما أن يكون الإنسان دقيقآ أو غير دقيق,
- لا يسعني إلا أن أقول بأنك مصيبة.
- فنظرت إليه نظرة ذات مغزى وقالت :مصيبة . أنا مصيبة, شكرآ لك على هذه العاطفة النبيلة.
- فلم يتمالك نفسه فغلب عليه الضحك وقال : أنت تعلمين أنني لم أقصد المعنى الذي ذهبت إليه.
- نعم أعلم, بل إن حسن ظني بك يجعلني متأكدة, ولكن هل بحثت عن كلمة أخرى تؤدي المعنى المراد.
- مثل ؟
- مثل رأيك صأب , أنت على حق, صدقت فيما نطقت..
- أنا أسف, ولكن ما ذنبي إذا كانت اللغة قد جعلت المرأة في الإصابة مصيبة, وفي النيابة نائبة وفي القضاء قاضية.
- فأهوت بيدها على ظهره,وقالت: ذنبك أنك جمعتهن وحفظتهن, ولو لم يكن في نفسك شي ما ذكرتهن.
- أليس حقآ ما أقول؟ أما كنت ستغفل اسمي في بطاقة الدعوة إلى احتفال عقد قراننا؟
- ألم أتراجع عن ذلك؟ فلما تذكرينه الآن ؟
- إنما أذكره لمناسبته , والشي بالشي يذكر.
- عفا الله عما سلف.
- فضحكت وقالت: ومن عاد فينتقم الله منه,
-
ويوم الزفاف قال له أبوها مداعبآ: هذه إبنتي أسلمها لك صحيصة سليمة
معافاة.عليك أن ترعاها وتحافظ عليها. وإياك أن تجعلها بعد خمسين سنة عجوزآ
كركوبة قليلة السمع, ضعيفة النظر, محنية الظهر, وبلا أسنان.
- ذلك لك ياعماه. بشرط أن لا تجعل مني شيخآ كبيرآ مردودآ إلى أرذل العمرلا يعلم بعد علم شيئأ.

(وضحك الجميع)